بيان من مركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الإنسان
جنيف، سويسرا
التاريخ: 6 ديسمبر 2024
إلى السيد الأمين العام للأمم المتحدة،
إلى الهيئات العاملة في مجلس حقوق الإنسان،
إلى بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)،
الموضوع: طعن بإحاطة الممثل الخاص ليونامي في العراق
يسر مركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الإنسان أن يتقدم بهذا البيان للطعن في إحاطة الممثل الخاص للأمين العام في العراق خلال الجلسة الأخيرة، والتي نرى أنها أغفلت قضايا جوهرية وحيوية تتعلق بحالة حقوق الإنسان في العراق. ونشير فيما يلي إلى النقاط التي نعتقد أنها تستوجب الانتباه والتصحيح:
أولاً: عدم التطرق إلى دور الميليشيات المدعومة من إيران وملف التهجير القسري
لم يشر الممثل الخاص إلى الدور السلبي الذي تلعبه الميليشيات التابعة لإيران في العراق، ولا إلى مسؤوليتها المباشرة عن تهجير أكثر من مليون ومائة ألف مواطن عراقي قسريًا ومنعهم من العودة إلى منازلهم. هذا الملف يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان ويتطلب تحقيقًا دوليًا لمحاسبة المسؤولين عنه وضمان عودة النازحين إلى مناطقهم بأمان وكرامة.
ثانيًا: تجاهل التقارير الدولية عن حالة حقوق الإنسان في العراق
أغفلت الإحاطة الإشارة إلى التقارير الدولية التي توثق تدهور حالة حقوق الإنسان في العراق. تقارير المفوض السامي لحقوق الإنسان، إضافة إلى منظمات دولية أخرى، وصفت الانتهاكات الممنهجة في السجون العراقية، فضلاً عن الانتهاكات التي ترتكبها السلطات الحكومية والميليشيات، بأنها ترقى إلى “جرائم ضد الإنسانية”. كان من المفترض أن تحظى هذه القضايا باهتمام مباشر من قبل الممثل الخاص.
ثالثًا: تناقض التصريحات بشأن السياسات الإقليمية
أشاد الممثل الخاص بما وصفه بـ”عزم الحكومة العراقية على الابتعاد عن الصراعات الإقليمية”، وهو تصريح يتناقض مع الواقع. فقد صرّح المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، يحيى رسول، بأن “القوى المسلحة العراقية من حقها الذهاب إلى سوريا للدفاع عن العراق”. هذا التصريح يعكس انخراط العراق في الصراعات الإقليمية، وهو ما تؤكده تقارير متعددة تشير إلى دخول الآلاف من المقاتلين لدعم نظام بشار الأسد في سوريا، مما يقوض جهود الاستقرار الإقليمي.
ختامًا
نهيب بكم أن تتعاملوا مع هذه القضايا بجدية في إطار الالتزام بمبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي. ونطالب بعثة يونامي بأن تقدم إحاطات شفافة وشاملة تأخذ في الاعتبار الوضع الإنساني الكارثي الذي يعاني منه الشعب العراقي.
نتطلع إلى استجابتكم السريعة لهذا الطعن واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة هذه القضايا الملحة.
مع فائق التقدير والاحترام،
مركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الإنسان
جنيف، سويسرا
التاريخ: 6 ديسمبر 2024
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.