دور بلاسخارت في العراق ولبنان

جينين هينيس-بلاسخارت، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، واجهت انتقادات متكررة بشأن دورها في الشؤون السياسية العراقية، ولا سيما في علاقتها مع إيران. تُتهم بلاسخارت من قبل بعض الأطراف في العراق ولبنان بالانحياز للنظام الإيراني وممارسة نفوذ يعزز من مصالح حلفاء إيران في المنطقة.

دور بلاسخارت في العراق:

منذ توليها منصبها في عام 2018، كان لبلاسخارت دور رئيسي في العملية السياسية العراقية، بما في ذلك دعم الحكومة العراقية وجهود الإصلاح. ورغم أنها أكدت مرارًا على ضرورة احترام حقوق الإنسان والاستجابة لمطالب المحتجين خلال الاحتجاجات الشعبية في العراق عام 2019، إلا أن بعض الناشطين والسياسيين اتهموها بالتحيز ضد الحراك الشعبي وبالتقليل من أهمية مطالب المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بوضع حد للتدخل الإيراني في البلاد.

من بين الانتقادات الموجهة لها هو تركيزها المفرط على استقرار الحكومة العراقية على حساب مطالب المواطنين بالعدالة والتغيير، وهو ما اعتبره البعض دليلاً على تغاضيها عن النفوذ الإيراني الذي يدعم بعض القوى السياسية المسلحة في العراق. يرى المنتقدون أن مواقف بلاسخارت كانت متساهلة تجاه الميليشيات المدعومة من إيران، متهمين إياها بأنها تتعامل مع هذه القوى باعتبارها جزءًا شرعيًا من العملية السياسية، رغم تورطها في انتهاكات لحقوق الإنسان وأعمال العنف ضد المتظاهرين.

بلاسخارت ودورها في لبنان:

في لبنان، لم تكن بلاسخارت ذات دور رسمي كما هو الحال في العراق، لكن تحليلات عديدة تشير إلى أن نهجها في التعامل مع القوى المدعومة من إيران في العراق يعكس توافقاً ضمنياً مع مصالح حزب الله في لبنان. يرى البعض أن التوجه العام للأمم المتحدة في التعامل مع الملف اللبناني يتسم بالتساهل مع حزب الله كقوة سياسية، وهو أمر يُعتقد أنه يعكس التأثير الإيراني على السياسات الأممية في المنطقة.

طبيعة الاتهامات:

الانتقادات لبلاسخارت تأتي في سياق أوسع يتعلق بنفوذ إيران في المنطقة. تُتهم الأمم المتحدة أحيانًا بالتعامل بطريقة براغماتية مع الحكومات والقوى المدعومة من إيران، بهدف الحفاظ على الاستقرار ومنع حدوث فوضى. هذا التوجه يؤدي إلى اتهام بلاسخارت وآخرين بالتجاهل المتعمد لدور إيران في تأجيج الصراعات ودعم الميليشيات المسلحة التي تعمل خارج نطاق الدولة.

هناك أيضًا اتهامات لبلاسخارت بأنها لم تكن صارمة بما يكفي في تقاريرها للأمم المتحدة بخصوص انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها القوى المدعومة من إيران، سواء في العراق أو في أماكن أخرى من المنطقة.

التوازن الدبلوماسي:

من الجدير بالذكر أن دور الممثل الأممي عادةً ما يكون دقيقًا، حيث يُطلب من المبعوثين الحفاظ على توازن بين مختلف الأطراف لضمان استمرار الحوار. إلا أن بلاسخارت واجهت تحديات كبيرة في العراق، حيث أدى النفوذ الإيراني المتزايد إلى تعقيد المشهد السياسي. هذا التعقيد جعل من الصعب على بلاسخارت اتخاذ موقف يعتبره الجميع محايداً، مما فتح المجال للانتقادات حول انحيازها.

الخلاصة:

الانتقادات الموجهة إلى جينين هينيس-بلاسخارت تتعلق بشكل رئيسي بمواقفها في العراق، حيث يُعتبر تعاملها مع القوى السياسية المدعومة من إيران دليلاً على انحياز ضمني لصالح النفوذ الإيراني. على الرغم من أن هدفها المعلن هو تحقيق الاستقرار، فإن البعض يرى أن ذلك جاء على حساب تطلعات الشعوب للحرية والتغيير السياسي الحقيقي.

اترك رد