بقلم الشيخ فاروق الظفيري /عضو المجلس الوطني للمعارضة العراقية
في مقال خاص المرصد العراقي للحقوق والحريات
منذ الاحتلال الأمريكي للعراق بدأ قادة الشيعة في تنفيذ مخططاتهم التوسعية القديمة الحديثة على أرض العراق بأوامر من إيران وضوء أخضر أمريكي
فبعد أن كانوا عيناً للمحتل ضد المقاومة السنية بأوامر حوزوية وايرانية ونتيجة لذلك منحهم المحتل الأمريكي التمدد في المناطق السنية
فأخذوا ينشرون الطائفية في كل مكان وصلوه.. وحاولوا تكسير حزام بغداد السني للسيطرة على العاصمة
فبدأت خطوتهم الأولى في الجهة الجنوبية فسيطروا على المناطق السنية في أطراف بغداد ثم المناطق السنية في محافظة بابل (المحمودية واللطيفية والمسيب وجرف الصخر) وسيطروا من الجهة الشرقية على ديالى ومن الجهة الشمالية سيطروا على بلد وأطراف الطارمية … وكل هذه المناطق كانت لها صولات كبيرة على المحتل الامريكي
حتى جاءت مسرحية داعش وانسحاب جيش المالكي من المناطق لتسيطر داعش على هذه المناطق لتكون ذريعة لتدميرها وتشريد أهلها
وكانت الخطوة الثانية: هي تدمير المناطق السنية وتشريد أهلها ثم انسحاب داعش بعد إكمال دورها لتدخل المليشيات الإرهابية لتعيث فيما بقي فسادا…
الخطوة الثالثة: سيطرة المليشيات بالكامل على كل المناطق السنية وتشريد أهلها ثم السماح لبعضهم بالرجوع تحت سطوة المليشيات
وكل ذلك لم يكفهم وإنما هم يريدون مع السيطرة تغيراً ديموغرافياً في هذه المناطق
والسيطرة على الطارمية السنية والخصبة زراعياً حلمهم القديم لدمجها مع بلد وسامراء لتشكيل محافظة مقدسة جديدة لهم وهذا ما يخططون له الان
والطارمية من ضمن المناطق التي تقع على الطريق العقائدي المزعوم عندهم والذي يسمونه بطريق السبايا والذي تكلمنا عنه بالتفصيل في بحثنا المنشور بعنوان (طريق السبايا بين الواقع التاريخي والتوظيف السياسي والطائفي)
فهؤلاء يحاولون أن يجعلوها منطقة منزوعة السكان كما فعلوا مع جرف الصخر بحجة وجود عصابات داعش التي احتفلوا مراراً وتكراراً بالقضاء عليها.. ليسهل عليهم تغيرها ديموغرافياً وكسر حزام بغداد السني والسيطرة على هذه المناطق الزراعية الخصيبة الشاسعة المساحة..
وكذلك هم يضمرون الحقد على هذه المدينة الباسلة التي أذاقت المحتل الأمريكي وأذنابه منهم الويلات والصولات وكانت محرمة عليهم دخولها..
فما يجري من سعار محموم من تهديدات المليشيات في كل فترة لهذه المدينة وتكرار التعرضات الإرهابية فيها واتهام داعش بالجريمة والحقيقة هم الفاعلون لكل هذه الجرائم تحت غطاء داعش
مع العلم أنهم خلال هذه السنوات التي سيطروا فيها على المنطقة أخضعوها لعشرات التفتيشات الدقيقة ونزع السلاح بالكامل وتهجير الكثير من العوائل واعتقال أو اختطاف وقتل الكثير من شباب المدينة بتهمة الانتماء الى داعش
والملفت للنظر أن التعرضات المزعومة لداعش لا تحصل الا من جهة المناطق التي تقع تحت سيطرة هذه المليشيات الإرهابية مما يحدد حقيقة هذه التعرضات والغاية منها..
ورغم كل ما يجري من تهديدات إرهابية من المليشيات على الطارمية وغيرها من المناطق لا نجد أي تفاعل حقيقي من الفاعل السياسي السني الا تصريحات اعلامية خجولة لذر الرماد في العيون
لا نرى حلاً للقضية السنية في العراق غير تدويلها دولياً ثم العمل خطوة خطوة لاسترجاع العراق كله الى أهله وتطهيره من الاحتلال الإيراني وطرد المليشيات الإرهابية والأحزاب العميلة التي يتبعون لها
فاروق الظفيري
عضو المجلس الوطني للمعارضة العراقية